التراث الإفريقي له أهمية بالغة في حفظ الإرث القافي للشعوب القارة. حيث يُعْتَبر الثراث هو البصمة التي تميز كل حضارة عن الأخري، هو الميراث الثمين الذي يتركة الأجداد ويتوارثة الأبناء جِيلٌ بَعدَ جِيلٍ، إنّ التراث ضروريّ للحفاظ على وجود تنوع ثقافي بين الحضارات ويعزز روح الوحدة والمشاركة بين أبناء المجتمع الواحد، تراث إفريقيا متنوع ومتعدد ويتكون من مزيج من القبائل التي لدى كل منها خصائصها الفريدة وهذا التنوع هو نتيجة تنوع السكان اللذين يعيشون اليوم في قارة أفريقيا. يظهر التراث الأفريقي في فنون افريقيا وحرفها وفي المأثورات الشعبية والدين والأزياء وأسلوب الطبخ والموسيقى واللغة.
جدول المحتويات
تعريف التراث
يعّرّف التراث على أنّه مجموعة من الموروثات التي تم نقلها من الجيل السابق -الآباء والأجداد- إلى الجيل الحالي، وتتعدد هذه الموروثات بين موروثات مادّية -مثل الأدوات والمعدّات وطريقة صناعتها- ومعنوية -مثل العادات والتقاليد المعمول بها- ومن دون التراث فإنه لن يكون هناك تواجد للحضارة التي تميّز الشعوب عن بعضها البعض وتعطي لها كيان يحفظ وارثيه من الضياع والتشرّد في حال التعرّض للتهديدات والضغوطات السياسية مثل الحروب التي تشرّد الأفراد والجماعات عن بعضهم البعض[1].
أنواع التراث
وكان للتراث نوعان أساسيان هما: تراث مادي وتراث معنوي.
- التراث المادي: ويقصد به كل الأماكن الأثرية والمحميات الطبيعة والمواقع التاريخية والعناصر الطبيعية.
- التراث المعنوي: فيقصد به ثقافة المجتمع في اللغة والأمثال الشعبية والحكايات والعادات والتقاليد وفي عادات الطعام وفي الزي ونحو ذلك[2].
أنماط التراث
في الآونة الأخيرة اهتمت المنظمات العالمية بالتراث حول العالم، مثلا عملت على تحديد أنماط التراث الثقافي، ففي عام 2002م -وهو العام الذي خصصته الأمم المتحدة للتراث الثقافي- قامت اليونسكو بوضع قائمة لأنماط التراث الثقافي. وهذه الأنماط ليست على سبيل الحصر إنّما هي قائمة وُضعت لتصنيف المواضيع، والأماكن، والممارسات، التي يعتبرها الناس ذات قيمة تراثية، وهي كالآتي:
- مواقع التراث الثقافي: مثل المواقع الأثرية، والآثار، والأبنية التاريخية.
- المدن التاريخية: مثل المناظر الطبيعية الحضرية والمدن المدمرة.
- المناظر الطبيعية الثقافية: مثل المتنزهات، والحدائق، والمزارع، والأراضي الرعوية.
- المواقع الطبيعية المقدسة: وهي الأماكن التي يُقدّسها ويحترمها الناس.
- التراث الثقافي المغمور بالمياه: مثل حطام السفن.
- المتاحف: تتمثل بالمتاحف الثقافية، والمعارض الفنية، والمتاحف المنزلية.
- الحرف اليدوية. مثل الفخار وصناعة الخزف وصناعة المنتجات الحرفية.
- التراث الوثائقي والرقمي: ويتمثل بالأرشيفات والمواضيع المودعة في المكتبات.
- التراث السينمائي: ويضم الأفلام والأفكار التي تحملها.
- التقاليد الشفهية: مثل القصص، والحكايات، والتقاليد غير المكتوبة، والتي تنتقل من جيل إلى جيل آخر.
- اللغات: مثل اللغات السامية واللغات الحامية الجنوبية والشمالية.
- المناسبات الاحتفالية: مثل المهرجانات، والكرنفالات، والتقاليد التي تتمّ ممارستها خلالها.
- الطقوس والمعتقدات والتقاليد الدينية.
- الموسيقى والأغاني: مثل الأغاني الشعبية.
- الفنون التمثيلية: مثل المسرح، والدراما، والرقص.
- الطب التقليدي: مثل التداوي بالأعشاب الطبيعية.
- الأدب: مثل الأدب الشفهي والأدب الشعبي.
- تقاليد الطهي: طرق أعداد الطعام والأكلات الشعبية.
- الرياضات والألعاب التقليدية[3].
على من تقع مسؤولية الحفاظ على التراث الإفريقي؟
ولأن للتراث أهمية عظيمة وهو الذي يساعد المجتمعات في الحفاظ علي هويتها؛ لذلك تقع هذه مسؤلية الحفاظ علي التراث علي المواطن والدولة معاً، ولابد من وضع قوانين وسياسات لضمان الحفاظ علي التراث وأيضا وضع سياسات وأساليب ممنهجة ضد الأحطار التي تهدد تراث الدول. ويجب علي الدول تشجيع البحث العلمي في مجال حماية التراث، وإنشاء خدمة لحماية التراث مع وجود موظفين مدربين ومؤهلين لذلك، كما يجب على الحكومات تكثيف الجهود الإعلامية للتوعية للتمسك بالتراث.
كيفية الحفاظ على التراث الإفريقي
الحفاظ على التراث يتمثل في السلوك الإنسانيَّ الفرديّ أوالجماعيّ الذي يساعد على الحفاظ على الهوية التراثية للشعوب الإنسانية.، وقد اهتمت منظمة اليونسكو بالتراث الإنساني من خلال وجود اتفاقية عالمية تهتم بالتراث العالمي الثقافي والطبيعي، ومن خلال هذه الاتفاقية يمكن الاستدلال من بعض بنودها على كيفية الحفاظ على التراث وفقًا لما يأتي:
- فرض السياسات العامة: وجود بعض السياسات العامة التي تهدف إلى إبراز التراث الثقافي.
- زيادة المراكز الخدمية والمتاحف: إنشاء بعض المراكز الخَدَميّة في المناطق التي تحتوي على المعالم التراثية والتي تهدف إلى تعريف الناس بالتراث الثقافي والطبيعي من خلال وجود بعض الموظفين المُطَّلعين على التراث في تلك المناطق، والقادرين على إيصال الصورة للزوار المحليين أو الخارجيين وزيادة أعداد المتاحف التي تحتفظ بالإرث الحضاري والثقافي، والعمل على حمايتها وتعزيز دورها في المجتمع.
- إيجاد التشريعات القانونية: إيجاد التشريعات القانونية الصارمة التي تضمن حماية الموروث التراثي والحضاري للشعوب، ومنع الاعتداء على المعالم التراثية لضمان ديمومة وجودها، ومنع طمس التراث الطبيعي والثقافي في مختلف أنحاء العالم فهذا يُسْهِم في
بالتصدي لعمليات النهب، والسرقة والتدمير التي تستهدف الآثار الحضارية على وجه الخصوص. - تأسيس لجان المختصّة: تأسيس بعض اللجان المختصة في
بالبحث في القضايا التراثية والحضارية. - إنشاء الصناديق الإنمائية: إنشاء صناديق إنمائية لدعم المعالم التراثية والطبيعية، خاصة تلك التي تحظى بقيمة تاريخية وتراثية عالميّة؛
،حيث يتم جمع بعض المبالغ بشكل طوعي أو إلزامي للإنفاق على هذه المعالم، وقد تكون هذه المبالغ التي يتم توريدها إلى هذه الصناديق من المنظمات الثقافية أو المؤسسات العامة أو الأفراد، وبالتأكيد يتمثل الدور الفردي في الحفاظ على التراث بالتصدي للجهل بقيمة التراث من خلال تعليم الأفراد وتربيتهم عل أهمية التراث لحفظ الإرث الثقافي المهدد بالانقراض من خلال وضعه في المتحاف[4].
إنّ الشعب الذي لا يعرف تاريخه وأصله وثقافته الماضية يشبه شجرة بلا جذور.
اقرأ للكاتب أيضا: إفريقيا وتمكين المرأة
[1] تعريف التراث، كتّاب سطور، نشر في ٣ فبراير ٢٠٢١، موقع سطور، https://sotor.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB/ [2] آيات سعيد نواورة، أنواع التراث، نشر في ١٧ يناير ٢٠١٩، موقع موضوع: https://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB [3] المرجع السابق [4] كتّاب سطور، كيفية الحفاظ على التراث، نشر في ١٩ فبراير ٢٠٢١، موقع سطور، https://sotor.com/%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%A7%D8%B8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB/ [1] تعريف التراث، كتّاب سطور، نشر في ٣ فبراير ٢٠٢١، موقع سطور، https://sotor.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB/