سيينهي الجيش الفرنسي في جمهورية إفريقيا الورسطى مهمته المتمثلة في دعم ذوي الخوذ الزرقاء والمدربين الأوروبيين من بعثة الاتحاد الأوروبي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وسيغادر آخر 130 جنديا فرنسيا تم نشرهم في البلاد بحلول نهاية العام، في الوقت الذي تبلغ فيه العلاقات الروسية-الأفرووسطية ذروتها وتتزايد أعداد عناصر شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة. وجاء هذا الإعلان قبل أيام قليلة عبر سالة رسمية إلى حكومة إفريقيا الوسطى من قبل السلطات الفرنسية المحلية، وبدأ الجنود في مغادرت البلاد وسحب معداتهم العسكرية واللوجيستية بشكل تدريجي منذ 4 نوفمبر الجاري.
جدول المحتويات
مهام الجيش الفرنسي في جمهورية إفريقيا الوسطى
وينتمي هؤلاء الجنود الفرنسيون إلى بعثة بانغي اللوجستية (MISLOG-B) التي في ولايتها الرابعة. وتعمل بعثة MISLOG-B، التي خلفت مفرزة الدعم التشغيلي في يوليو 2021، بأوامر من العناصر الفرنسية في الغابون (EFG). نُشِرت القوات سابقا في معسكر مبوكو، وتتمثل مهمتها في تقديم الدعم لبعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في جمهورية إفريقيا الوسطى، بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في جمهورية أفريقيا الوسطى، وللجنود الفرنسيين المدمجين في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في البلاد والتي تعرف بـ “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى”.
كما تقوم البعثة بأعمال مدنية إلى جانب مهامها العسكرية لمساعدة السكان، وبالتالي المساهمة في استقرار الوضع الأمني، حسب الإدارة الفرنسية. ولكن؛ هذا لا يعين مغادرة جميع الجنود الفرنسيين بمغادرة MISLOG-B البلاد؛ سيبقى هناك عدد قليل من الجنود الفرنسيين في جمهورية إفريقيا الوسطى، منتشرين داخل بعثة EUTM-RCA (المهمة معلقة) و MINUSCA (حاليًا أقل من 20).
62 عاما من العلاقات المزدوجة والحضور شبه الدائم
عززت فرنسا وجودها العسكري في جمهورية إفريقيا الوسطى منذ استقلال البلاد عام 1960م؛ حيث غُيِّرت صفة الوجود من مستعمر محتل للبلاد إلى شريك لا بدّ منه ووجوده مقنن ومشرعن باتفاقيات عسكرية وأخرى غير عسكرية تسمح لفرنسا بالتدخل في شؤون البلاد وقت ما شاءت وكيفما تشاء؛ فضلا عن الاتفاقيات المالية والاقتصادية كحال بقية دول المنطقة التي تستخدم عملة الفرنك سيفا.
خلال فترة الـ 62 عام، تدخل الجيش الفرنسي تدخلا عسكريا في شؤون البلاد الداخلية مرات عديدة، أولها في الأعوام 1979-1981 مع عمليات كابان (Caban) وباراكودا (Barracuda)، ومن عام 1996م إلى عام 1997م تدخل بعمليات ألماندين (Almandin) الأولى والثانية والثالثة، وفي 2003م بعملية بوالي (Boali)، وفي عام 2016م بعملية سانغاريس (Sangaris).