أفريكا تريندز
إنجليزي | En
لا نتائج
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • دراسات
    • سياسات عامة
    • اقتصاديات القارة
    • دراسات مجتمعية
    • دراسات بيئية
    • دراسات ثقافية
  • مقالات
    • رؤى وتحليلات
    • نقد ومراجعات
    • تقدير موقف
    • قصص ملهمة
  • تقارير
    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
    • الأمن القومي
    • السياسات العامة
  • الذاكرة الإفريقية
    • العلاقات التاريخية
    • تاريخ وحضارات
    • ثقافات وفنون
    • شخصيات ملهمة
  • مرآة إفريقيا
    • أحداث وتحليلات
    • أحداث دولية
    • أصوات إفريقية
  • آفاق الغد
    • مدن ومجتمعات
    • التكنولوجيا والابتكار
    • رهانات المستقبل
    • مستقبليات
  • عن أفريكا تريندز
    • من نحن
    • معايير النشر
    • اتصل بنا
اكْتُبْ معنا
  • الرئيسية
  • دراسات
    • سياسات عامة
    • اقتصاديات القارة
    • دراسات مجتمعية
    • دراسات بيئية
    • دراسات ثقافية
  • مقالات
    • رؤى وتحليلات
    • نقد ومراجعات
    • تقدير موقف
    • قصص ملهمة
  • تقارير
    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
    • الأمن القومي
    • السياسات العامة
  • الذاكرة الإفريقية
    • العلاقات التاريخية
    • تاريخ وحضارات
    • ثقافات وفنون
    • شخصيات ملهمة
  • مرآة إفريقيا
    • أحداث وتحليلات
    • أحداث دولية
    • أصوات إفريقية
  • آفاق الغد
    • مدن ومجتمعات
    • التكنولوجيا والابتكار
    • رهانات المستقبل
    • مستقبليات
  • عن أفريكا تريندز
    • من نحن
    • معايير النشر
    • اتصل بنا
لا نتائج
عرض جميع النتائج
أفريكا تريندز
English
الرئيسية دراسات دراسات ثقافية

الدبلوماسية الروحية في مالي: الجزائر بين أنين القادرية وزحف التجانية

أحمد حيدرابواسطة أحمد حيدرا
أبريل 23, 2025
في دراسات ثقافية
وقت القراءة: 2 دقيقة للقراءة
A A
الدبلوماسية الروحية في مالي الجزائر بين أنين القادرية وزحف التجانية

الدبلوماسية الروحية في مالي الجزائر بين أنين القادرية وزحف التجانية

0
مشاركات
538
مشادات
مشاركة على الفيسبوكمشاركة على تويترمشاركة على الواتساب

ملخص: يتناول المقال تصاعد التنافس بين الجزائر والمغرب في مالي عبر ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الروحية“؛ حيث تسعى الجزائر إلى استعادة نفوذها التقليدي من خلال استدعاء رمزية الطريقة القادرية، بينما يعزز المغرب حضوره عبر الطريقة التجانية ونموذجه الديني المؤسسي. كما يستعرض المقال الجذور التاريخية لهذا النفوذ الصوفي، وكيف تُوظّف الزوايا والرموز الدينية في سياق سياسي متوتر، مشيرًا إلى تحولات المشهد الديني في مالي، وتراجع القادرية أمام تمدد التجانية، في ظل صعود قوى دينية جديدة وتغيّر أولويات السلطة السياسية.

__________________

في ظل التعقيدات الجيوسياسية في منطقة الساحل، بدأت الدول تتجه نحو أدوات ناعمة جديدة، وفي هذا السياق، تبرز “الدبلوماسية الروحية” كخيار بديل، أكثر نعومة وعمقًا، يستنطق الذاكرة المشتركة، ويستدعي الروابط التي لا تُوثّق في المعاهدات، بل تُحفر في الوجدان. إنها دبلوماسية الأرواح لا العقول فقط؛ حيث يحلّ “الشيخ” محلّ “الوزير”، و”الذِكر” محلّ “البيان الصحفي”، و”الزاوية” محلّ “السفارة”.

لم تكن هذه الدبلوماسية الروحية غريبة على أفريقيا جنوب الصحراء؛ إذْ شكلت الطرق الصوفية – خاصة القادرية والتيجانية – قنواتٍ روحية وثقافية تربط بين ضفتي الصحراء، وتسهم في بناء مجتمع عابر للحدود السياسية، تقوده قيم المحبة، والتسامح، والولاء العاطفي العميق للمشايخ. ولطالما استخدمت هذه الدبلوماسية الروحية في الصحراء كورقة سياسية فعالة لتحقيق أهداف سياسية وأخرى اجتماعيَّة.

واليوم، تعود الجزائر لتنبش في هذا التراث الغني، محاولة توظيفه في سياق سياسي متوتر مع مالي، في مسعى لتبريد الجبهات، واستعادة النفوذ، عبر بوابة الذكر لا الذخيرة. ومن هنا، تكمن أهمية هذا المقال في كونه يهدف إلى تحليل الكيفية التي تسعى من خلالها الجزائر إلى توظيف الدبلوماسية الروحية كأداة لإعادة تثبيت حضورها في مالي، في ظل التحولات الجيوسياسية والدينية المتسارعة التي تشهدها منطقة الساحل.

ولتحقيق هذا الهدف، سيتناول المقال أربعة محاور رئيسة، وهي: تتبّع الجذور التاريخية للروابط الروحية بين البلدين، واستعراض مظاهر استدعاء الطريقة القادرية في الخطاب الرسمي، وتفكيك استخدام الرموز الدينية خارج سياقها التقليدي، وأخيرًا، التوقف عند ملامح التنافس الصوفي المغربي-الجزائري في الفضاء المالي، بما يتيح قراءة أعمق لدلالات هذا التحول وأبعاده.

جدول المحتويات

  • الروابط الروحية والتاريخية بين الجزائر ومالي
  • استدعاء القادرية: موقف الشيخ الحسن الحساني القادري
  • مفارقة ديكو: حين يُستعار الخطاب الصوفي من خارج مجاله
  • منافسة مغربية شرسة: التجانية وتصدير النموذج الديني
  • تراجع القادرية في مالي: تحدٍ أمام الجزائر
  • الدبلوماسية الروحية أداة أم وهم؟
  • الخاتمة

الروابط الروحية والتاريخية بين الجزائر ومالي

لا يمكن فهم السياسة الروحية الجزائرية تجاه مالي دون العودة إلى جذور العلاقة بين الزوايا الصوفية الجزائرية، والمجتمع التنبكتي، في مالي. فقد كانت الزوايا الجزائرية، مركز إشعاع روحي وعلمي امتد أثره إلى جنوب الصحراء الكبرى، خصوصاً عن طريق العالِم التلمساني الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي (توفي عام 1505م) الذي حمل لواء الطريقة القادرية إلى المنطقة؛ لتتسلمه من يده  الأسرة الكنتية بواسطة جدهم سيدي اعمر الكنتي (توفي 1552) الذي كان له دور بارز في إكمال رسالة المغيلي في نشر القادرية بالغرب الإفريقي.

ولكن، القادرية لم تعرف انتشارها الواسع بعد، والذي لن تعرفه إلا مع بزوغ نجم سيدي المختار الكنتي (توفي1811) مؤسس الزاوية الكنتية في تمبكتو التي كانت مركزًا روحيًا وتعليميًا كبيرًا في المنطقة، أسهمت في نشر الطريقة القادرية وتعاليمها في مالي وغيرها من مناطق غرب إفريقيا.

واللافت للنظر أنّ رواد الحركات الجهادية الإصلاحية التى نجحت في إقامة دويلات إسلامية في منطقة سودان الغربي كلهم من خريجي المدرسة الكنتية وعلى يد شيخها السيدي  سيدي مختار الكنتي السالف ذكره. فالأخير، بالإضافة الى ابوته أبوته الفكرية لحركة الإصلاح في الغرب الإفريقي، كان شيخا روحيا -بواسطة- “لعثمان بن فودي” مؤسس الدولة الفودية.

في حين يعتبر أبرز رجالات الدولة الماسنية من خريجي زاوية الكنتية،  وفيها تلقوا تكوينهم الديني والفكري والسياسي،  مثل “الشيخ أحمد و بن لوبو” “والشيخ ألفا نوح طاهر،”مما جعل من هذه الزاوية جسرًا روحيًا وثقافيًا ربط بين الجزائر وغرب إفريقيا.

وظلت هذه الروابط قائمة رغم التحولات السياسية والاجتماعية، ولطالما حرصت الجزائر على تعهدّها بالرعاية والتقوية، من خلال تنظيم مؤتمرات دولية تهدف إلى إحياء الذاكرة الدينية المشتركة بين الجزائر ودول الغرب الأفريقي. ومن أهم هذه المؤتمرات، “ملتقى الجزائر الدولي عبد الكريم المغيلي” الذي نظمته الجزائر لأول مرة في نوفمبر 2022م،  بمدينة آدرار.

ويأتي هذا الملتقى في إطار توجه جزائري جديد يوظف الرموز الدينية والتاريخية لتعزيز النفوذ عبر “الدبلوماسية الروحية“. وهناك حقيقة لايمكن للمتابع إغفالها، ألا وهي أنّ العديد من العائلات القادرية البكائية الكنتية أو المنتسبين إليهم في أنحاء مالي  لا تزال تجد جذورها الروحية في الزوايا الجزائرية، مما يعزز من رصيد الجزائر الرمزي الذي يمكن أن يتحول إلى نفوذ فعلي في المنطقة.

استدعاء القادرية: موقف الشيخ الحسن الحساني القادري

في مشهد يعكس طبيعة “الدبلوماسية الروحية” التي تراهن عليها الجزائر، برزت تصريحات الشيخ الحسن الحساني القادري،-بتاريخ 11أبريل 2025- شيخ الطريقة القادرية في الجزائر وإفريقيا، التي دعا فيها أتباع الطريقة في مالي إلى احترام الجزائر وتقدير مواقفها.

هذا الخطاب، الذي يمزج بين الانتماء الديني والولاء السياسي، يُعدّ محاولة واضحة لاستثمار الروابط الصوفية في تهدئة الأوضاع السياسية، وتوجيه المشهد الديني في مالي نحو مواقف أكثر انسجامًا مع الرؤية الجزائرية. وكأنّ الأخيرة أرادت أن تبعث -بواسطة شيخ الحسن الحساني- برسائل مزدوجة: واحدة إلى المريدين المحليين مفادها أنّ “الشيخ الأكبر” لا يزال يرعى أتباعه. وأخرى إلى السلطات المالية توحي بأنّ للجزائر مفاتيح لا تمتلكها أطراف دولية أخرى.

غير أنّ هذا النوع من التدخل الرمزي يظل رهينًا مرهونا بمدى قوة العلاقة بين المشايخ المحليين ومركز الزاوية في الجزائر، فضلًا عن تأثيره الفعلي على القواعد الشعبية التي لم تعد ترتبط بالطرق الصوفية -لاسيما القادرية-كما في السابق.

مفارقة ديكو: حين يُستعار الخطاب الصوفي من خارج مجاله

من المثير؛ أنّ الجزائر- من خلال قنواتها الإخبارية- قدّمت الإمام محمود ديكو، المعروف بتوجهه السلفي الإصلاحي، كرمز للطريقة القادرية في عدد من المناسبات، في سياق مساعيها لتفعيل الدبلوماسية الروحية. ففي أبريل 2024 قدّم الإمام محمود ديكو -الذي يقيم في الجزائرالآن منذ أكثر من سنتين- درسا رمضانيا في جامع الجزائر.

حيث أشار إلى العلاقة الأخوية بين الجزائر ومالي، مبرزا تأثير علماء الجزائر في المنطقة، مثل سيدي المختار الكنتي، مؤسس زاوية الكنتية في تمبكتو. ويبدو أنّ هذا التقديم لا يُفهم في إطاره الديني التقليدي، بقدر ما يعكس براغماتية سياسية تسعى إلى توظيف الرموز الدينية المؤثرة، بغضّ النظر عن خلفياتها الفكرية.

فالخطوة تعكس محاولة جزائرية لإعادة تأطير ديكو ضمن خطابها الروحي، بوصفه حلقة وصل قادرة على التأثير في الداخل المالي. كما تبرز هذه المناورة محدودية الخيارات المتاحة أمام الجزائر في المشهد الديني المحلي، في مقابل التصاعد المتنامي لنفوذ المغرب من خلال الطريقة التجانية.

صورة تجمع بين الإمام محمود ديكو والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال لقائهما بالجزائر في ديسمبر 2023.
صورة تجمع بين الإمام محمود ديكو والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال لقائهما بالجزائر في ديسمبر 2023.

منافسة مغربية شرسة: التجانية وتصدير النموذج الديني

على الجانب الآخر، وفي الوقت الذي بدا فيه أنّ نفوذ الجزائر في منطقة الساحل الإفريقي، في طريقه إلى تقليص مستمر ويُصحب من تحت قدميها كثير من الأوراق السياسية؛ يواصل المغرب تعزيز نفوذه الروحي في منطقة الساحل عبر الطريقة التجانية، التي أصبحت إحدى أبرز أدواته في الدبلوماسية الدينية. ورغم أنّ الجزائر تُعدّ مسقط رأس مؤسس الطريقة، فإن مدفنه في مدينة فاس منح المغرب دفعة قوية لاحتواء البعد الرمزي والروحي للتجانية.

فالمغرب لا يكتفي برعاية الزاوية التجانية وتمويلها فحسب؛ بل ينظم مواسم دينية كبرى تستقطب مشايخ وأتباعًا من مختلف أرجاء غرب إفريقيا، ويقدّم منحًا دراسية لتكوين النخبة الدينية في مالي ودول أخرى، ما يعزز موقعه كمركز روحي وديني مؤثر في المنطقة.

فمن خلال هذه الأنشطة، نجح المغرب في بناء نموذج ديني متكامل يجمع بين الحضور الرمزي والتأطير المؤسساتي، وهو ما يمنحه تفوقًا واضحًا في سباق النفوذ الروحي مع الجزائر.

ومع مرور الوقت، بات هذا النفوذ يشكّل تحديًا حقيقيًا للجزائر، التي تجد صعوبة متزايدة في استعادة دورها التاريخي في المنطقة.

وزير الخارجية المغربي ناصر بويرطة يسلّم هدية باسم الملك محمد السادس إلى شيخ الطريقة التجانية الحموية في مالي
وزير الخارجية المغربي ناصر بويرطة يسلّم هدية باسم الملك محمد السادس إلى شيخ الطريقة التجانية الحموية في مالي

تراجع القادرية في مالي: تحدٍ أمام الجزائر

رغم التاريخ العريق للطريقة القادرية في مالي، فإن نفوذها قد شهد تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، لصالح الطريقة التجانية المغربية، التي باتت تحظى بشعبية كبيرة بين الأوساط الدينية في البلاد. ففي حين كانت القادرية في الماضي رمزًا للسلطة الروحية والمرجعية الدينية في الساحل، فإنّ الأجيال الجديدة من العلماء والدعاة الصوفية في مالي أصبحوا أكثر تقارباً مع التجانية، سواء على الصعيد الروحي أو الفكري.

ويُمكن تفسير تراجع الطريقة القادرية في مالي لصالح التجانية من خلال الجمع بين البعد الجغرافي والتأثير الأمني. فقد كانت القادرية متمركزة في شمال البلاد ووسطها، انطلاقًا من الزاوية الكنتية التاريخية في تمبكتو، ودولة ماسنا في دلتا النيجر، في حين رسّخت التجانية نفوذها في الجنوب، خصوصاً في مناطق “كايس وسيغو”.

وبقيت التجانية، المتمركزة جنوبًا، بمنأى عن تلك التوترات، وهو ما حافظ على استقرارها ومكّنها من التمدد بثبات.

تاريخيًا، شهدت العلاقة بين الطريقتين تنافسًا محتدمًا، بلغ ذروته في القرن التاسع عشر حين قاد الحاج عمر الفوتي، (توفي1864م ) أحد أبرز أعلام التجانية، حملات توسعية اصطدمت بالقادرية الكنتية في معارك نفوذية شرسة، خلفت آثارًا طويلة المدى على حضور الزاوية الكنتية.

وفي العصر الحديث، أدى بروز الحركات السلفية الجهادية، خصوصًا بقيادة أحمد كوفا في وسط مالي،-2015م- إلى توجيه ضربات موجعة للطريقة القادرية مرة أخرى، تمثلت في اغتيالات وتهديدات طالت شيوخها، ما اضطر عددًا منهم إلى مغادرة البلاد، تاركين فراغًا كبيرًا في المشهد الديني.

في المقابل، بقيت التجانية، المتمركزة جنوبًا، بمنأى عن تلك التوترات، وهو ما حافظ على استقرارها ومكّنها من التمدد بثبات. بذلك، فإنّ تراجع القادرية ليس مجرد ظاهرة دينية؛ بل نتيجة تفاعل بين التوزيع الجغرافي، والذاكرة التاريخية، والضغط الأمني المعاصر، وكلها عوامل تصبُّ في مصلحة النفوذ المغربي المتنامي في مالي.

الدبلوماسية الروحية أداة أم وهم؟

ويبقى السؤال المحوري قائما، ألا وهو: هل يمكن للطرق الصوفية أنْ تظل أداة فعّالة في التأثير السياسي؟

إنّ الفعالية الحقيقية لهذه الطرق في السياسة لا تكمن فقط في حضورها الرمزي؛ بل في قدرتها على التأثير في الوعي الجماعي وحشد الولاءات الشعبية. وتظل دبلوماسية الجزائر الروحية، رغم قوتها التاريخية، مرهونة بقدرتها على التكيف مع التحولات الاجتماعية والدينية التي تشهدها المنطقة، والتي تظهر فيها الطريقة التجانية المغربية نموذجًا أكثر جذبًا ونجاحًا.

إذا استمرت الجزائر في الرهان على الأساليب القديمة التي لم تعد تحظى بنفس القوة التأثيرية، فقد تتحول هذه الدبلوماسية إلى أداة غير فعالة. لكنْ إذا استطاعت الجزائر أنْ تجد طريقة للتجديد والتطوير، فقد تظل الطرق الصوفية إحدى أدواتها في التأثير السياسي في الساحل.

ولكن في الوقت الحالي، يبدو أنّ المغرب هو الرابح الأكبر في السباق على النفوذ الروحي في المنطقة، في ظل تراجع القادرية لصالح التجانية.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أنّ التنافس الروحي الجزائري المغربي في مالي مرشح لأنْ يظل صراعَ نُفوذ هادئًا في الظاهر؛ لكنه عميق الجذور، وقد يحمل مفاجآت في قادم الأيام.

الخاتمة

لقد كشفتْ مواقف الفاعلين الدينيين في مالي عن تفاعل إيجابي مع ما يُعرف بـ “الدبلوماسية الروحية“، لا سيما من قبل مشايخ الطرق الصوفية القادرية والتجانية، الذين لا يزالون يحتفظون بولاء كبير من طرف مريديهم، وهو ما يمنحهم هامش تأثير معتبر في توجيه الرأي العام.

ويمكن التأكيد، كمراقب من الداخل، على أنّ هذا التفاعل ما زال قويًا ومؤثرًا في بعض الأوساط الشعبية، خصوصًا في المناطق التي تحتفظ بروابط تاريخية متينة مع الزوايا الروحية.

ومع ذلك، فإنّ صعود التيارات الإسلامية السياسية، خاصة بين فئة الشباب، قد بدأ يشكّل تحديّاً لهذا النفوذ الصوفي التقليدي، إذْ تُعارض هذه التيارات بشدة كل محاولة لتسييس التصوف، أو توظيفه ضمن مشاريع إقليمية. هذا التحول في الخارطة الدينية المحلية، قد يُقلل تدريجيّاً من فاعلية الخطاب الصوفي في المجال العام.

ومن جهة أخرى، فإنّ الحكومة الانتقالية الحالية، بقيادة نخبة شابة ذات خلفية ثورية، لم تَعُد خاضعة لأيِّ سلطة دينية تقليدية، ولا تعبّر عن تبعية لأيّ فاعل ديني بعينه، مما يضع مسافة واضحة بينها وبين أي نفوذ خارجي يسعى لاستثمار الروابط الروحية.

وفي هذا السياق، قد يَطْرَح هذا الوضع تساؤلاتٍ جادة حول مدى استدامة النفوذ المغربي القائم على استغلال  دور التجانية، في ظل تحولات سياسية واجتماعية متسارعة تشهدها مالي، قد تجعل المشهد الديني أكثر تنوعاً وتوتراً أكثر من ذي قبل.

إنّ ما استعرضه هذا المقال، لا يتجاوز كونه محاولة أَوَّلية لرصد التداخل المعقد بين الدين والسياسة في جمهورية مالي؛ لكنه يُبرز ضرورة التفكير في مستقبل العلاقة بين الزوايا الصوفية والدولة، وفي مدى قدرة التصوف على الاستمرار كأداة تأثير ناعم في لعبة التوازنات الإقليمية المتغيرة.

المصدر أفريكا تريندز
وسوم: التجانيةالجزائرالدبلوماسية الروحيةالقادريةالمغربمالي
أحمد حيدرا

أحمد حيدرا

`ذو صلةمنشورات

الدبلوماسية الروحية السنغالية: لمحة عن الأدوار والآفاق
دراسات ثقافية

الدبلوماسية الروحية السنغالية: لمحة عن الأدوار والآفاق

منذ شهرين
السياسة اللغوية وأثرها في الاستقرار الاجتماعي
دراسات

السياسة اللغوية وأثرها في الاستقرار الاجتماعي: دراسة حالة مالي

منذ سنة واحدة
جهود علماء شمال إفريقيا في العناية بكتاب صحيح البخاري شرحاً وتدريساً
دراسات

جهود علماء شمال إفريقيا في العناية بكتاب صحيح البخاري شرحاً وتدريساً

منذ سنتين
المرأة التونسية وقضية المساواة في الإرث مع الرجل
دراسات

المرأة التونسية وقضية المساواة في الإرث مع الرجل

منذ 3 سنوات
لمحات عن التربية الإسلامية في الصومال
دراسات

لمحات عن التربية الإسلامية في الصومال

منذ 4 سنوات
القوافل التجارية ودورها في نشر الإسلام في مالي
دراسات

القوافل التجارية ودورها في نشر الإسلام في مالي

منذ 4 سنوات

ابحث في محتوى أفريكا تريندز

لا نتائج
عرض جميع النتائج

أبرز التصنيفات

إفريقيا

مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

مايو 13, 2025
تقدير موقف

تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

مايو 19, 2025
رؤى وتحليلات

ترشح جمهورية ليبيريا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة

مايو 2, 2025
دراسات ثقافية

الدبلوماسية الروحية في مالي: الجزائر بين أنين القادرية وزحف التجانية

أبريل 23, 2025
أفريكا تريندز-الشعار الرسمي

منصة إلكترونية تنشر محتوى متنوعاً عن إفريقيا في المجالات الثقافية، الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية، بأقلام إفريقية، وتسعى إلى توفير معرفة متخصصة ومبسطة متاحة للجميع.

حساباتنا على السوشيال ميديا

صفحات مهمة

  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصة
  • اتصل بنا
  • معايير النشر
  • من نحن

أحدث المنشورات

مالي بين الإسلام والموروث الشعبي دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

مالي بين الإسلام والموروث الشعبي: دراسة في التفاعل والتنازع الثقافي

مايو 13, 2025
تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات 025

تشاد في مرآة بوركينا فاسو بين انفجارات الداخل ورهانات التحالفات

مايو 19, 2025
ترشح جمهورية ليبيريا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة

ترشح جمهورية ليبيريا لمقعد غير دائم في مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة

مايو 2, 2025
  • سياسة الخصوصة
  • الشروط والأحكام
  • معايير النشر
  • اتصل بنا

© 2023 أفريكا تريندز - للبحث والتطوير

error: المحتوى محمي، لا يسمح لك بالنسخ!!
لا نتائج
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • دراسات
    • سياسات عامة
    • اقتصاديات القارة
    • دراسات مجتمعية
    • دراسات بيئية
    • دراسات ثقافية
  • مقالات
    • رؤى وتحليلات
    • نقد ومراجعات
    • تقدير موقف
    • قصص ملهمة
  • تقارير
    • سياسية
    • اقتصادية
    • اجتماعية
    • الأمن القومي
    • السياسات العامة
  • الذاكرة الإفريقية
    • العلاقات التاريخية
    • تاريخ وحضارات
    • ثقافات وفنون
    • شخصيات ملهمة
  • مرآة إفريقيا
    • أحداث وتحليلات
    • أحداث دولية
    • أصوات إفريقية
  • آفاق الغد
    • مدن ومجتمعات
    • التكنولوجيا والابتكار
    • رهانات المستقبل
    • مستقبليات
  • عن أفريكا تريندز
    • من نحن
    • معايير النشر
    • اتصل بنا

© 2023 أفريكا تريندز - للبحث والتطوير

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?