انطلقت أول حافلة كهربائية في نيروبي كجزء من دفع الطاقة النظيفة في كينيا؛ بل وفي القارة الإفريقية ضمن مشروع حماية البيئة ومقاومة تغير المناخ الذي أصبح يقلق صناع القرار وتخذي الساسات في كثير من دول القارة الإفريقية.
تلقب نيروبي بـ “المدينة الخضراء تحت الشمس” بسبب الحدائق المورقة التي تحيط بعاصمة البلاد التي تقع في شرق إفريقيا. تريد شركة Roam، وهي شركة كينية سويدية، أن يشير هذا اللقب أيضا إلى التنقل الصديق للبيئة في المدينة.
كشفت شركة نقل صديقة للبيئة مقرها نيروبي النقاب عن حافلة كهربائية يوم الأربعاء المنصرم في مدينة حيث تٌسْهم أبخرة العادم الملوثة في زيادة الضباب الدخاني فيها الذييجعل موضوع الطاقة النظيفة في كينيا يتخذ حيزا كبيرا لدى صناع القرار.
وفي هذا المضمار، قال دينيس واكابا: “هذه هي أول حافلة نقل جماعي كهربائية في كينيا التي صممناها منذ العام الماضي وشاركنا في تصنيعها مع شريك عالمي”. وقال منسق مشروع Roam: “إنه يمثل تحركا نحو نقل عام أفضل؛ حيث يمكننا ضمان سفر الأشخاص بشكل مريح، والاستمتاع بالرحلة بضمير مرتاح؛ لأننا نتحدث عن انبعاثات معدومة”.
- قد يعجبك أيضا: آفاق الاقاتصاد الإفريقي لعام 2022م
اندفعت الحافلة ذات الألوان الزاهية إلى حركة المرور الصباحية سيئة السمعة في المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة خمسة ملايين نسمة، والتي تفتقر إلى شبكة مواصلات تديرها الدولة بشكل فعال. إذْ تعمل معظم وسائل النقل للركاب في نيروبي ضمن القطاع الخاص، أي ملكيتها تعود للأشخاص والمؤسسات الخاصة وليست ملكية عامة تديرها الدولة. لذا، يؤكد مشروع روم إلى أنّ أسعار الحافلات الكهربائية ستنافس تلك التي يقدمها منافسوها الذين لا يهتمون بنظافة البيئة وتلوث الهواء.
جدول المحتويات
بواعث ابتكار الطاقة النظيفة في كينيا
إذا كانت هناك محطة شحن واحدة فقط في العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من خمسة ملايين نسمة، فإن فريق Roam لم يثبط عزيمته، وأخذ يفكر بشكل جدي عن كيفية تعزيز الطاقة النظيفة في كينيا. لقد أرادوا تشجيع السفر الأخضر في مدينة تكون فيها “الميني فان” التي تنبعث من الضباب الدخاني مشهدا مألوفا أكثر.
تبلغ السرعة القصوى للحافلة التي تتسع لـ 77 مقعدًا 70 كيلومترًا في الساعة، وبطارية تسمح لها بالسفر لمسافة 360 كيلومترًا قبل أن تحتاج إلى إعادة شحنها لمدة ساعتين. كما صُمِّمت الحافلات لتكون في متناول الجميع وشاملة للكلّ. بحيث يمكن أن تستوعب الكراسي المتحركة احتياجات كبار السن والمعاقين… لذلك لدى الحافلات مقاعد ذات أولوية داخل كل حافلة.
قالت شركة Roam- التي تصنع أيضا سيارات السفاري الكهربائية والدراجات النارية – إنها تخطط لطرح 100 حافلة كهربائية خلال العام المقبل، وبدأت أيضًا عملية تصميم حافلة أصغر حجمًا لتكمل 77 مقعدًا.
الثورة الخضراء والطاقة النظيفة في كينيا
يستخدم ثمانون في المئة من ركاب نيروبي ماتاتوس -سيارات “الميني فان” سيئة التنظيم وسيئة الصيانة والمعروفة بمناوراتها المخيفة، والدخان الأسود خلف الشاسيه المتهالك في كثير منها.
يُقدر أن أقل من 500 سيارة من أصل 3.5 مليون سيارة في كينيا تعمل بالكهرباء، على الرغم من أن الحكومة تجعلها أرخص من أي وقت مضى.
ويمثل قطاع النقل 12 في المئة من البصمة الكربونية لكينيا، على الرغم من أن هذا الرقم يرتفع إلى 45 في المئة في نيروبي، وفقا للأرقام الحكومية.
في وقت سابق من هذا العام، كشفت شركة ناشئة أخرى في مجال التنقل الكهربائي، BasiGo، عن حافلة تتسع لـ 25 مقعداً ويصل مداها إلى 250 كيلومترًا لطرق نيروبي.
تستمد كينيا معظم طاقتها من الموارد المتجددة وتهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 32٪ بحلول عام 2030م.
أهم مواصفات مشروع الحافلة الكهربائية والطاقة النظيفة في كينيا
وفقًا لـ ROAM، كان تركيزها في تصميم الحافلة الكهربائية السريعة هو إنشاء مركبة ذات قدرة تحمل ومدى وراحة هي الأفضل في فئتها من أجل تمكين التبني الشامل للنقل النظيف في جميع أنحاء إفريقيا.
من خلال التحول إلى الكهرباء، يمكن خفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 50٪، مما يتيح هوامش أعلى للمشغل ولكن أيضا تكلفة أقل للركاب. فيما يلي بعض المواصفات الإضافية:
- سعة البطارية: 384 كيلو واط ساعي
- المدى: 360 كم (~ 224 ميل)
- الأبعاد (طول × ارتفاع × عرض): 12500 × 3300 × 2550 ملم (41 × 10.8 × 8.4 قدم)
- السرعة القصوى: 70 كم / ساعة (~ 44 ميلاً في الساعة)
- سعة المقعد: تصل إلى 90 راكبًا
- الوزن: 18000 كجم (39683 رطلاً)
- أسرع وقت شحن: ساعتان
- إلى جانب هذه المواصفات، هناك مميزات أخرى يتمتع بها مشروع الحافلة الكهربائية ضمن الطاقة النظيفة في كينا، وهي:
- تكييف الهواء ومساحة إضافية للساقين
- ثلاثة أبواب واسعة ومنحدر للكراسي المتحركة
- أربعة مقاعد ذات أولوية لكبار السن / المعاقين
- قدرات الشحن السريع DC
وفي السياق نفسه، تؤكد شركة RATP Dev الفرنسية على أنّ تقليل الأثر البيئي وتحسين نوعية الحياة للسكان المحليين عن طريق الغاز الحيوي والهيدروجين والكهرباء … تتوفر العديد من الحلول لاستبدال حافلات الديزل التقليدية، وبذلك تقلل الانبعاثات المحلية من الملوثات جنبًا إلى جنب مع التلوث الضوضائي. ويعد تحويل أساطيل الحافلات إلى طاقة نظيفة أحد الطرق الرئيسية التي تعمل بها السلطات المحلية على تقليل تأثيرها البيئي وتحسين نوعية الحياة لسكانها.
لتحقيق هذا الانتقال وتشغيل أسطول حافلات نظيف بنجاح مع الحفاظ على فعاليته من حيث التكلفة، يجب التغلب على العديد من التحديات، مثل: اختيار التكنولوجيا أو التقنيات الأكثر ملاءمة، والاستثمار في البنية التحتية المناسبة، وتحويل مستودعات الحافلات، وتكييف قواعد التشغيل والصيانة، وهذا ما بدأت به نيروبي في دفع عجلة الطاقة النظيفة في كينيا.