هذا مقال مترجم من الفرنسية إلى العربية يتحدث عن تطور العلاقات بين المغرب وإسرائل.
دفاع: رئيس الأركان الإسرائيلي يكمل زيارة غير مسبوقة للرباط. فرصة مناقشة، من بين أمور أخرى، الجانب الصناعي للتعاون بين الدولتين.
أنهى قائد الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأربعاء، زيارة للمغرب استمرت ثلاثة أيام، بدأت في 18 يوليو. هذه هي أول زيارة رسمية لرئيس أركان إسرائيلي للمملكة المغربية. إذا كان الرمز قوياً، فإن المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية لهذه الزيارة مهمة للغاية أيضًا.
تعود علاقات المغرب مع إسرائيل -بما في ذلك العلاقات العسكرية بهدوء- إلى عقود من الزمن. حيث أقام البلدان علاقات دبلوماسية في أوائل التسعينيات، قبل أن ينهيها المغرب في بداية الانتفاضة الثانية، الانتفاضة الفلسطينية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
في 24 نوفمبر، وقّع المغرب وإسرائيل اتفاقية تعاون أمني، تنص بشكل خاص على التعاون في الصناعة العسكرية.
جدول المحتويات
للمغرب أن يبني صناعة أسلحة محلية
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان يوم الثلاثاء، إن الجنرال كوخافي، الذي وصل إلى المغرب يوم الاثنين، كان في استقباله عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لشؤون الدفاع. واستقبل حرس الشرف اللواء الإسرائيلي بمقر قيادة القوات المسلحة الملكية المغربية؛ حيث التقى بنظيره العميد بلخير الفاروق ورئيس المخابرات العسكرية إبراهيم حسني.
إلى جانب المصطلحات الرسمية، تعكس رحلة الجنرال كوتشافي إلى المغرب الرغبة المتبادلة في تسريع التعاون العسكري والأمني. وأكّد البيان الصحفي المغربي أن الطرفين “أكدا طموحاتهما ورغبتهما المشتركة في توطيد هذه العلاقات بما يخدم أهداف السلام والاستقرار في منطقتنا”. وعلى الصعيد العسكري، “أتاحت هذه الزيارة دراسة فرص تطوير محاور التعاون بشكل أساسي في مجال التكوين ونقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات والتجارب”، بحسب هيئة الأركان المغربية. وخلال المناقشات، أعرب الجانب المغربي أيضًا عن “اهتمامه بالتشارك في إقامة مشاريع دفاعية صناعية في المغرب”، حسب ما حددته هيئة الأركان العامة للجيش الملكي.
في نهاية شهر مارس، قام وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بزيارة إلى المغرب، وهي الأولى من نوعها، أسفرت عن توقيع اتفاق تعاون ينص على إنشاء لجنة عسكرية مشتركة. وتستند هذه الشراكة إلى اتفاقية إطارية تم توقيعها في نوفمبر 2021 في الرباط من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس. وتنص الاتفاقية بشكل خاص على التعاون بين أجهزة الاستخبارات، وتطوير الروابط الصناعية، وشراء الأسلحة والتدريب المشترك. تمت زيارة غير مسبوقة من قبل قادة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، أوّل مجموعة طيران إسرائيلية عامة (مدنية وعسكرية)، بالتوازي مع المهمة العسكرية.
المغرب وإسرائيل، محور جديد لإعادة تشكيل التوازن الإقليمي
تواصل التقارب بين الدولتين بوتيرة ثابتة منذ تطبيع العلاقات بينهما في ديسمبر 2020م في إطار اتفاق إبراهيم، وهي عملية بين الدولة اليهودية وعدة دول عربية، بدعم من واشنطن. شارك مراقبون إسرائيليون لأول مرة أواخر يونيو في مناورة عسكرية “الأسد الإفريقي 2022م” ، وهي الأكبر في القارة الأفريقية، والتي ينظمها المغرب والولايات المتحدة. هذا التحالف الاستراتيجي والعسكري، الذي تم ختمه بمباركة واشنطن، يثير عدم ثقة الجزائر، الخصم الإقليمي للمغرب ودعم القضية الفلسطينية، الأمر الذي ينتقد “وصول الكيان الصهيوني الآن إلى أبوابنا”.
كما أثارت زيارة قائد الجيش الإسرائيلي جدلاً وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي المغربية. “لم نعد نواجه التطبيع الطبيعي؛ بل نواجه تحالفًا أمنيًا وعسكريًا قائمًا بين المغرب والأنظمة العربية الرجعية التي تتعارض مع قيم حقوق الإنسان والديمقراطية”، واستنكر الصحافي والناشط الإسرائيلي عبد اللطيف الحمّوشي.
“إنه موجود من أجل تنسيق حقيقي في هذا المحور العسكري الجديد، هذا الناتو الجديد في العالم العربي الذي أنشأه الإسرائيليون، تحت المظلة الأمريكية، والذي تكون إسرائيل رأس حربة فيه، مما سيؤدي إلى زيادة مخاطر الحرب”، وقال الناشط المغربي سيون أسيدون، السبعيني من أصل يهودي أمازيغي، لوكالة فرانس برس.
لكن إذا استمرت القضية الفلسطينية في استقطاب تعاطف الشعب المغربي، فإنها لم تعد تحشد الجماهير. لقد تم تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالفعل مقابل اعتراف الولايات المتحدة بـ “مغربية” إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، والذي يعتبر “القضية الوطنية الأولى” في المغرب.
علاوة على ذلك، على المستوى المدني، تستمر الشراكة بين المغرب وإسرائيل بوتيرة ثابتة للغاية في المجالات التكنولوجية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية. وبحسب وزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لبيد”، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، على المغرب افتتاح سفارته في تل أبيب خلال هذا الصيف.
___________________
ملحوظة:
- مقال منشور في موقع ليبوبنت الفرنسي، قسم إفريقيا (Le Point Afrique) بتاريخ 07/21/2022 الساعة 08:00.
- ترجمة: الإفريقي للمعرفة
- يمكنك قراءة المقال الأصلي من موقع Le Point
اخترنا لك أيضا:
– المرأة التونسية وقضية المساواة في الإرث مع الرجل