جدول المحتويات
نبذة عن جمهورية ليبيريا
تقع جمهورية ليبيريا في غرب القارة الإفريقية، إفريقيةوتحدها جمهورية سيراليون من الغرب، وغنينا كوناكري من الشمال، وساحل العاج ( كوت ديفوار)، من الشرق والمحيط الأطلسي من الجنوب. وهي وثرية بمواردها الطبيعية من الأراضي الزاراعية الخصبة، وسواحلها الطويلة، والذهب والمأس والحديد والمطاط.
تأسست ليبيريا على أيدي الأمريكيين المحررين من ذوي البشرة السوداء كدولة مدنية عام 1847م، وقبل ذلك كانت عبارة عن عدة مماليك إفريقية مثل ممكلة كونفيدرالية كوندواCondo Confederation بقيادة ملك سابوسو كمارى رجل مسلم من قبيلة مادينغو (ما نيكا)، وممكلة جاك بن من مدينة جامبو من مقاطعة غراند باسا، الملك بريستر، حاكم داي ، الملك زولو دوما أو بيتر كيرفول كما يعرفه الأوروبيون من غون وغيرها. فاتحدتْ هذه الماليك لتشكيل جمهورية ليبيريا اليوم[1] .
وفي الستينات والسبعنات من القرن الماضي، شهدت ليبيريا نمواَ إقتصادياً كبيراً بسبب تزايد الطلب على المطاط وبفضل سياسة الانفتاح الاقتصادي التي دشنها الرئيس الراحل، وإليام توبمان، الذي حكم الدولة في الفترة (١٩٤٤-١٩٧١م).
ولكن عرقلت هذه القفزة من بداية الثمينات بسبب الانقلاب العسكري والذي تلته الحروب الأهلية ودامت قرابة عقدين من الزمن. ولكن مع نهاية الحرب عام ٢٠٠٣م، رجع الاستقرار السياسي وزادت التثقة الدولية فيها. فجمهورية ليبيريا غنية بموارها الطبيعية المتعددة والمتنوعة، وبمناخها الصالح السخي، وبأراضيها الخصبة للزراعة، وبيئتها المتميزة للسياحة وشواطئها السحرية. وعدد سكانها يربو على خمس ملايين نسمة.
لمحة تأريخية عن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية ليبيريا
لقد تمتعت جمهورية ليبيريات بعلاقات ممتميزة مع العالم العربي عموماً، ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً أكثر من سبعة عقود من الزمن. فلها سفارات في كل من المملكة العربية السعودية، والكويت، والمملكة المغربية، ومصر وغيرها. كانت تربطها علاقات جيدة مع دولة قطر؛ ولكن وصلت هذه العلاقات أوج تطورها وتمتينها يوم الاثنين نوفمبر ٢٠٠٩م حيث وُقِّعتْ مذكرة تفاهم بين البلدبن في باريس بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وقد حضر التوقيع عن دولة قطر سعادة السفير/محمد جهام الكواري، سفير قطر لدى فرنسا وقتذاك، ومثل الجانب الليبيري سعادة السفير/ماكينلي توماس، سفير ليبيريا لدى فرنسا. ومن ثم تم تبادل السفارات بين البلدين. ففي نوفمبر عام 2012م فتحت دولة قطر سفارتها في مونروفيا كما فتحت دولة ليبيريا سفارتها في الدوحة.
فتح القنوات الدبلوماسية بين البلدين وبعض الانجازات
من تأسيس حجر أساسي للعلاقات الثنائية بين جمهورية ليبيريا ودولة قطر، لقد شهِد التبادل السياسي نمواً كبيراً بينهما، وحصلت زيارات رفيعة المستوى من الدوحة إلى مونروفيا ومن مونروفيا إلى الدوحة. وخلال طور المحادثات السياسية لتأسيس السفارات بين البلدين، سجلت رئيسة جمهورية ليبيريا السيدة إلين جنسون سليف زيارة للدوحة عام 2009، وقابلت خلالها صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير الدولة وقتذاك.
وتعتبر تلك الزيارة هي الأولى من نوعها من حيث تبادل الزيارات على أعلى مستويات القيادة السياسية بين البلدين[2]. وفي عام 2014م زارت فخامتها قطر مرة ثانية. ومقابلتها مع نظيرها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كانت منطلقاً هاما ومنعطفاً رئيساً للعلاقات القطرية الليبيرية؛ حيث تعتبر الأولى من نوعها لتبادل الزيارات على أعلى مستويات القيادة السياسية بعد فتح السفارتين. وقد نوقشت خلال الزيارة موضوعات اقتصادية ذات اهتمام مشترك، كالخدمات الجوية، وتشجيع الاستثمارات القطرية في جمهورية ليبيريا[3].
ومن ضمن السلسة الدبلوماسية الرياضية التي مارستها دولة قطر منذ أن أعلنت الفيفا دولة قطر مضيفة لكأس العالم ٢٠٢٢م، زار فخامة رئيس جمهورية ليبيريا جورج وياه الذي هو أسطورة كرة القدم الأسبق، وأفضل لاعب حائز على الكرة الذهبية عام ١٩٩٥م ،كضيف شرف لفتح كأس العالم.
وعلى إثر ذلك، حدثت بينه وبين مسؤولين قطريين لقاءات عديدة، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – أمير دولة قطر – ودارت نقاشات ومحادثات حول توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين. وخلال اللقاء الذي جمع بين صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفخامة رئيس جمهورية ليبيريا في الدوحة، قررت قطر تمويل المرحلة الثانية من مشروع الخط السريع، الطريق الممتد من مدينة مانغا في وسط ليبيريا إلى مقاطعة لوفا القريبة من كل من جمهورية سيراليون وغينيا كوناكري.
هذا المشروع مهم للغاية للانتعاش الاقتصادي لليبيريا؛ فمقاطعة لوفا تعتبر سلة الغذاء للدولة، وقلعتها الزراعية؛ ولكن وعرة الطرق الموصلة إلى السوق عرقلت جدارتها الاقتصادية عبر السينين. لذا، أوصلت الدبلوماسية الليبيرية إلى كل كلٍّ من صندوق السعودية للتنمية، والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، والآن دولة قطر تسعى لتحقيق هذا الحلم التنموي والاقتصادي للدولة. وقبل هذا، قدمت دولة قطر المعونات الطبية خلال وباء الإيبولا وجائحة كورونا (كوفيد-19) كدعم لجهود جمهورية ليبيريا لمواجهة تلك الأزمتين الصحيتين.
الفرص الاستثمارية في جمهورية ليبيريا
للعلاقات بين دولة قطر وجمهورية ليبيريا مستتقبل واعد؛ حيث إنّ دولة قطر تمتلك إمكانيات مالية واقتصادية هائلة، بينما تتمتع جمهورية ليبيريا بفرص استثمارية كثيرة ومتنوعة، مثل الفرص الاستثمارية في المجال الزراعي، وصيد الأسماك، والسياحة والعقارات والمواصلات البحرية منها والجوية والبرية.
كما تتوفر لدى ليبيريا فرص هائلة للاستثمار في تعدين الذهب والمأس والحديد الخام وغيرها. فضلاً عن الاستقرار السياسي الذي نعمت به البلاد منذ إخماد نيران الحروب الأهلية عام 2003م والتي أعقبها الانتقال الاداري السياسي السلس من إدارة إلى أخرى بكل سهولة وأمن وأمان. فهذه فرصة كبيرة لقطر لتوسيع استثماراتها في دولة لازالت بكرة وخصبة للاستثمار، وفرصة أيضا لليبيريا لتنمية قطاعاتها الحيوية عبر استقطاب الاستثمارات الأجنبية الإيجابية.
____________________________
الهوامش والاحالات: [1] Dr. Mory Sumaworo, Critical Analyses of Liberia’s Bicentennial Celebration: A Way Forward to a New Historical Narrative and Development Tangibility (2022) International Journal of Current Science Research and Review, Vol.5. Issue. 4. file:///Users/macintosh/Downloads/01-01-2022%20(3).pdf [2] The Executive Mansion, State Resources Must Be Used to Improve People's Lives, Says Liberian Leader at EITI Conference, State Resources Must Be Used to Improve People's Lives, Says Liberian Leader at EITI Conference (emansion.gov.lr). Accessed on 28/Nov/2022 [3] The Executive Mansion, During State Visit, President Sirleaf Confers with Emir of Qatar, His Highness Sheikh Tamim; Liberia and State of Qatar Sign Four Bilateral Agreements (2014) During State Visit, President Sirleaf Confers with Emir of Qatar, His Highness Sheikh Tamim; Liberia and State of Qatar Sign Four Bilateral Agreements (emansion.gov.lr) accessed on 28/Nov/2022