بقلم: منصور عبيد
طالب جامعي، تخصص لغة عربية، جامعة الملك سعود بالرياض. من جمهورية إفريقيا الوسطى
قصة طفل تحدى كل الظروف والفقر لتحقيق حلمه ليصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق. هل تعرفه؟
حسنا.. مهما كانت إجابتك فلا يهم، فقط تابع القراءة!!
كان في قرية (سيدهيو) طفل صغير حلمه الوحيد أن يصبح لاعبا محترفا لكرة القدم رغم فقر أسرته ورفضها ذلك الحلم الذي كانت تراه مستحيلا بسبب شدة فقرها وعدم قدرتها على توفير الراحة والوسائل التي تساعده على تحقيقه، وكانت تريده أن يصبح مدرسا في القرية إلا أنه رفض الفكرة رفضا قاطعا وظل متمسكا بحلمه وهدفه الوحيد، حيث كان يلعب الكرة مع أصدقائه في الشارع حتى بلغ الخامسة عشرة من عمره، ليقرر الانطلاق بمفرده لتحقيق ذلك الحلم.
الطّفل الطموح
عندها قررالفرار من القرية الفقيرة بعيدا عن أسرته التي ترفض فكرته.
أسرّ الطفل صديقه المقرب واقترض منه مبلغا من المال لإيجار الحافلة التي تقله إلى العاصمة وطلب منه ألايخبرأحدا. فسافر متخفيا من أهله، وبعد وصوله إلى العاصمة توجه إلى أحد الأندية للانضمام إليها فوجد أكثر من مئتي طفل في الطابور، كانت ملابسه متسخة مرقّعة، وحذاؤه ممزق حيث قام بإصلاحه بالتخييط والترقيع، الجميع ينظر إليه بغرابة وبدؤوا يتساءلون، هل هذا حقا يريد أن يكون لاعب كرة قدم؟
فمن حسن حظه أن المدرب أعجب به وبإصراره على خوض الاختبار، فقبله المدرب مباشرة بعد ما اختبره في الأكاديمية.
ظلت عائلته تبحث عنه في كل مكان وكل اتجاه، وبعد الضغط على صديقه المقرب، اعترف لها بمكانه، فاتصلت به لتطلب منه العودة فرفض رفضا قاطعا مع أنه كان يشعر بخجل تجاه العائلة، وفي النهاية اقتنعت العائلة وأيقنت أنه لن يتخلى عن مراده، وقررت أن تعطيه الفرصة لتحقيق الحلم، ففرح بذلك ثم عاد إلى القرية، فأصبح يمارس كرة القدم بكل حرية وأريحية.
في عام 2011 هاجر إلى أوروبا ليكمل مشواره الكروي مع نادي ميتز الفرنسي فظل يلعب في صفوفه لموسم واحد ثم انتقل إلى ناد آخر، وظل ينتقل بين الأندية الأوروبية حتى وصل إلى نادي ليفربول اللإنجليزي الذي أصبح أحد أفضل لاعبيه على مدار التاريخ، ومازل هناك إلى يومنا هذا، حيث حاز على عدة جوائز فردية وجماعية مع النادي.
هكذا كانت حياة اللاعب الكبير: ساديو ماني نجم السنيغال الأول.
ساديو ماني نجم السنيغال الأول
أيها الشاب الإفريقي… ضع هدفك نصب عينيك، واسع لتحقيقه ولا تستسلم أمام العقبات والتحديات. إذا ساديو ماني استطاع أن يحقق هدفه هذا، فلماذا أنت لا تستطيع تحقيق أهدافك وأنت في عصر أصبحت الحياة فيه سهلة بكثير؟!
انفض الغبار، وانهض نحو تحقيق هدفك لتعانق الثريا في سمائها!