من المظاهر والطقوس العديدة في شهر رمضان المبارك، تزيين الشوارع والمساجد وتعليق الأضواء عليها بشكل جمالي، يظهر عظمة المبنى والتصميم، تلك العادة التي أصبحت طقسا مستمرا. فتزيين الشوارع والمساجد يأتي بتعليق سلاسل من اللمبات المضيئة بألوان وحركات ضوئية مختلفة لإضاءة المسجد من الخارج وتعليق بعض الزينة وأفرع النور في الشوارع والميادين.
قبل سنوات قليلة انتقلت زينة رمضان من الشوارع إلى شرفات البيوت وأركانها لكي تزيدها ابتهاجًا مع حلول الشهر الكريم وبمرور الوقت ابتكرت أنواع من الزينة مختلفة الأشكال والألوان، لتصبح زينة رمضان في البيوت لا تقل أهمية عن تلك التي في الشوارع؛ بل تزداد أهمية.
وترجع أصل حكاية زينة رمضان، إلى أن الصحابي الجليل تميم بن أوس الدراي، أول من رسخ فكرة زينة رمضان، حيث أنار المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت، ويتم إضاءتها، كل ليلة جمعة باعتباره يوماً مقدسا عند جميع المسلمين.
وكان أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، ويرجع الاحتفال بشهر رمضان في القرن الرابع وأوائل الخامس الهجري، وهي فترة تأسيس الدولة الطولونية.
ومن هنا أصبحت تلك الفكرة زينة رمضان من العادات والطقوس الرمضانية في الشوارع المصرية والدول العربية، وبدأت فكرة الزينة في الشوارع في عهد الدولة الطولونية، حيث أمر خلفاؤها بتزيين الشوارع بالقناديل إلى جانب المساجد احتفالًا بقدوم شهر رمضان واستمرت خلال العصور التي تلت عهد الدولة الطولونية لكن أخذ الأمر شكل أكبر وأشبه بالشكل الموجود في شوارع مصر حاليًا، وكان هذا في عهد الدولة الفاطمية التي انتشر فيها كثير من عادات المصريين في الاحتفالات، مثل حلاوة مولد النبي والفوانيس وزينة الشوارع وغيرها
وذكرت العديد من الدراسات أن الزينة تطورت في العصر الحديث بعد دخول الكهرباء في نهاية القرن التاسع عشر، كما يرجع الاحتفال في مصر بشهر رمضان مع بداية الدولة الفاطمية فقد كانوا يحتفلون به من خلال فتح أبواب الأزقة والشوارع والمدينة كلها حتى الصباح، ويتم تزيين الشوارع بلافتات عليها شعارات الدولة واسم الحاكم مع إنارة المساجد بالمسارج ثم اتخذت شكلا جديدا مع الفانوس الذي تم اختراعه لاستقبال المعز على أبواب القاهرة وهو قادم من تونس عام 262 هجرية
زينة رمضان في مصر وأشكالها
تظهر كل عام للاحتفال في الشهر الفضيل فتظهر شوارع مصر بثوب جديد ويمثل الفانوس الزينة الرئيسية في رمضان هي الفانوس، ولكن يصاحب الفانوس تعليق الزينة من أوراق ملونة ومزخرفة وخيوط ممتدة بين البيوت. وأيضا الأقمشة الخيمية التي تعد فن مصري أصيل تفردت به مصر عن غيرها من البلاد ويقال إنها منذ عصر الفراعنة لكن المؤكد أنها ازدهرت في العصر الإسلامي خاصة المملوكي.
وأختلف المؤرخون في تحديد أصل بداية استخدام الزينة الرمضانية؛ ولكنهم يتفقون في ارتباطها ببدء استخدام الفانوس في العصر الفاطمي وتعليقه في الشوارع حيث كانوا يستغلون الحبال التي يتم تعليق الفانوس بها لوضع بعض الزينة المصنوعة من القماش أو الورق.
زينة رمضان تلك العادة التي تتوارثها الأجيال، ويلتف حولها الأطفال والشباب وينتظرون تلك اللحظة كل عام من أجل تجميل وتهيئة منطقتهم بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك ورق ملون وخيط متين ومياه ونشا.
هذه هي مكونات زينة رمضان، وتكون هذه الاحتفالات الدينية إشارة إلى إن هذا المكان به شيء مبهج، لذلك التعامل معها والتفنن فيها يكون مختلف من منطقة لأخرى.