شارك نحو 200 شخص، في بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، في مسيرة داعمة للصين وروسيا، بعد أربعة أيام من مقتل تسعة صينيين في موقع منجم للذهب بوسط البلاد. كان الصينيون التسعة يعملون في منجم جولد كوست جروب للذهب الذي يبعد بحوالي 25 كيلومترا (15 ميلا) من مدينة بامباري.
وبدأ التجمع الذي دعت اليه الجبهة الجمهورية المقربة من السلطات يوم الأربعاء، وانتهى بعد ساعات عند نصب تكريم القوات المسلحة للجمهورية.
وحمل المتظاهرون أعلاما روسية ولافتات كتب عليها “الدعم للصين” ووضعوا أزهارا أمام سفارة الصين، تكريما للرعايا التسعة الذين قتلوا قبل أربعة أيام في البلاد.
وقال نائب الأمين العام للجبهة الجمهورية سان كلير بانغا بينغوي لوكالة “فرانس برس”: “نحن هنا لنشارك الشعب الصيني ألمه، وهو شريك أساسي في البناء في جمهورية إفريقيا الوسطى”.
ويوم الأحد الماضي، لقي تسعة رعايا صينيين مصرعهم في موقع مناجم في منطقة بمباري بوسط جمهورية افريقيا الوسطى التي تشهد منذ عدة سنوات حربا أهلية، وشكلت لجنة تحقيق فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى “معاقبة الجناة بشدة”.
وصرح نائب محافظ بامباري ، ساتورنين نيكيسي نغريباندي ، لوكالة فرانس برس ان القوات الحكومية “والروس موجودون هنا منذ امس … وانطلقوا للبحث عن المتمردين ، الذين لم يتم تأكيد هويتهم بعد”.
من يقف وراء حدث الاغتيال؟
في واقع الأمر، لم يعرف بعد من يقف وراء اغتيال الصينيين التسعة؛ لكن رئيس الوزراء، فيليكس مولوه، اتهم “تحالف الوطنيين من أجل التغيير” (CPC)، وهو تحالف مجموعات متمردة أسسس في ديسمبر 2020 بهدف لإطاحة بالرئيس فوستين أركانج تواديرا، بالوقوف وراء هذا الهجوم، فيما ينفي التحالف هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وفي الوقت ذاته يوجهها لمرتزقة فاجنير الروسية التي تنشط في البلاد منذ 2018م.
وتعهدت وزارة الخارجية الصينية بالحفاظ على سلامة المواطنين الصينيين والشركات الصينية في إفريقيا في أعقاب الهجوم المسلح في جمهورية إفريقيا الوسطى، وقالت الخارجية الصينية، في بيان لها، إن فريقا من السفارة الصينية في جمهورية إفريقيا الوسطى هرع إلى الموقع للتنسيق مع جميع الأطراف بشأن مسائل المتابعة.
كما طالبت الوزارة بمعاقبة الجناة وحذرت المواطنين والشركات الصينية في إفريقيا الوسطى بتجنب المناطق عالية الخطورة والمغادرة في الوقت المناسب، بحسب الموقع الرسمي لشبكة سي جي تي إن الصينية.
وفي 2020 نجحت مجموعة “فاغنر” الروسية، والمقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، في دعم بقاء تواديرا في الحكم بعد محاولة تحالف متمرد الإطاحة بنظامه مما عزز فرصة النفوذ الروسي في إفريقيا الوسطى. ونجاح التجربة الروسية في إفريقيا الوسطى، فتح شهية موسكو على توسيع دائرة نفوذها، فتكررت التجربة في مالي، عقب انقلاب الكولونيل عاصيمي غويتا في 2020.