تشهد منصات النشر الرقمية تطورًا هائلا في السنوات الأخيرة، وأصبحت هذه الصناعة تشكل جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية. فالنشر الإلكتروني يعتبر وسيلة ممتازة لنشر الأفكار والمعرفة، وتحويلها إلى منتجات مميزة تصل إلى جميع أنحاء العالم بسهولة وسرعة.
ولكن هذا النوع من النشر يحتوي على عدد من التحديات والمخاطر، مثل مشكلات حقوق الملكية الفكرية والمسائل الأخلاقية والمسائل القانونية. لذلك، يجب على الناشرين والكتاب تحمل مسؤولية كبيرة في ضمان توفير محتوى ذو جودة عالية والحفاظ على المعايير الأخلاقية والقانونية المطلوبة.
يهدف هذا المقال إلى استعراض مفاهيم النشر الإلكتروني ومزاياه ومعاييره وأخلاقياته ومسؤولية الناشر والكاتب، بالإضافة إلى العديد من المهارات المطلوبة لهما. كما سيتم التطرق إلى قراء منصات النشر الرقمية وخصائصهم، وعرض بعض الأمثلة على المنصات الرقمية المتنوعة.
وسوف يناقش هذا المقال أيضاً مدى مساهمة منصات النشر الرقمية في تمكين المبدعين والمبتكرين، وخاصة في الدول النامية، من خلال تقديم فرص جديدة للنشر والترويج لمنتجاتهم وزيادة مدخولاتهم.
في النهاية، سيوصي هذا المقال ببعض النصائح والإرشادات الهامة للناشرين والكتاب لتجنب المشاكل القانونية والأخلاقية والحفاظ على جودة محتوى النشر الإلكتروني.
جدول المحتويات
مفهوم النشر الإلكتروني ومزاياه
النشر الإلكتروني (أو النشر الرقمي) هو نشر المحتوى على الإنترنت باستخدام الوسائط الرقمية مثل النصوص والصور والصوت والفيديو. يمكن للأفراد والشركات والمؤسسات نشر المحتوى الإلكتروني على شبكة الإنترنت من خلال مختلف الوسائل مثل المدونات والمواقع الإلكترونية والمجلات الإلكترونية والكتب الإلكترونية والمواد التعليمية والفيديوهات على اليوتيوب والموسيقى والبرامج التلفزيونية على الإنترنت وغيرها.
ومن أهم مزايا النشر الإلكتروني هي السرعة والفاعلية والانتشار الواسع للمحتوى. كما يتيح النشر الإلكتروني للمؤلفين والناشرين إمكانية الوصول إلى جمهور واسع من المهتمين بموضوعاتهم، كما يتيح للقراء الحصول على المحتوى بسهولة وبأسعار معقولة أو حتى مجاناً في كثير من الأحيان.
معايير النشر في المنصات الرقمية
هناك العديد من المعايير التي يجب اتباعها عند النشر الإلكتروني، من أهمها ما يلي:
حقوق النشر: يجب التأكد من امتلاك حقوق التأليف والنشر للمحتوى المنشور، أو الحصول على إذن صريح من مالك الحقوق.
الجودة: يجب العمل على إنتاج محتوى ذو جودة عالية، وصالح للنشر على الإنترنت، والتأكد من عدم وجود أخطاء لغوية أو نحوية.
الدقة والموثوقية: يجب التأكد من صحة المعلومات التي يتم نشرها، والتحقق من مصداقيتها ومصدرها.
التفاعلية: يجب توفير الوسائل اللازمة لتفاعل القراء مع المحتوى المنشور، مثل إمكانية التعليقات ومشاركة المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الامتثال للقوانين: يجب الالتزام بالقوانين والأنظمة المحلية والدولية المتعلقة بحقوق النشر والخصوصية والأمن الإلكتروني.
الحماية والأمن: يجب الحفاظ على سلامة وأمان الموقع الإلكتروني والبيانات الموجودة عليه، والتأكد من وجود إجراءات الأمان اللازمة.
تحسين محركات البحث: يجب تحسين المحتوى المنشور ليكون متوافقًا مع معايير تحسين محركات البحث (SEO)، وذلك لزيادة الوصول إلى المحتوى وتحسين التفاعلية.
أخلاقيات النشر الإلكتروني
يوجد العديد من الأخلاقيات التي يجب على الناشر والكاتب الالتزام بها عند النشر الإلكتروني أو الرقمي، من أهمها:
- الصدق والأمانة: يجب على الناشر والكاتب توفير معلومات صادقة وموثوقة، وعدم التلاعب بالحقائق أو إدخال الخداع.
- الحيادية: يجب على الناشر والكاتب الحفاظ على حياديتهم وعدم الانحياز لأي جانب أو رأي معين.
- احترام الخصوصية: يجب على الناشر والكاتب احترام خصوصية الأفراد والجماعات والمؤسسات والدول وعدم نشر معلومات خاصة دون إذن صريح.
- عدم الإساءة: يجب على الناشر والكاتب عدم نشر أي محتوى يحتوي على إساءة أو تشهير بالأشخاص أو المؤسسات.
- المصداقية: يجب على الناشر والكاتب الحفاظ على المصداقية في المحتوى الذي يتم نشره، وعدم نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة والمزيفة.
- الاعتدال: يجب على الناشر والكاتب تجنب الإفراط في استخدام التحليلات الشخصية أو التوجهات الفردية أو الاستهزاء بالآخرين.
- الاحترام والتسامح: يجب على الناشر والكاتب الحفاظ على احترام الآخرين والتسامح مع الرأي الآخر.
من ناحية أخرى، يوجد العديد من المشاكل والأمثلة السلبية التي قد تواجه الناشرين والكتاب عند النشر الإلكتروني، منها:
- القرصنة الإلكترونية: حدوث سرقة لحقوق الملكية الفكرية للمحتوى المنشور على الإنترنت.
- تدني مستوى المحتوى: إنتاج محتوى منخفض الجودة أو يحتوي على أخطاء لغوية ونحوية.
- الإساءة اللفظية: هي استخدام الكلمات والعبارات التي تتسبب في إيذاء أو إهانة الآخرين، وتمثل شكلًا من أشكال العنف اللفظي. وتشمل الإساءة اللفظية الشتائم والتهجم والتحريض والإساءة إلى الأصول العرقية أو الدينية أو الجنسية أو الجنسية وغيرها من السمات الشخصية.
مسؤولية الناشر والكاتب في المنصات الرقمية
يتحمل الناشر والكاتب مسؤولية كبيرة عند التعامل مع منصات النشر الإلكتروني، ولكل منهما مسؤولياته الخاصة، يمكن تفصيلها فيما يلي:
أولا: مسؤولية الناشر
- توفير محتوى آمن وموثوق به.
- حماية خصوصية المستخدمين.
- الالتزام بمعايير النشر الإلكتروني.
- توفير الدعم الفني والتقني للمستخدمين.
- التعامل مع الاستفسارات والشكاوى باحترافية.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2020 من قبل شركة GlobalWebIndex، فإن 57٪ من المستخدمين يثقون بالمعلومات المنشورة على الإنترنت من الناشرين الموثوقين، بينما يثق 37٪ فقط بالمعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ثانيا: مسؤولية الكاتب
- إعداد محتوى ذو جودة عالية وموثوقية.
- التحقق من الدقة والصحة والموثوقية للمعلومات.
- احترام حقوق الملكية الفكرية.
- توفير المصادر المستخدمة في إعداد المحتوى.
- الالتزام بالقوانين والتشريعات الخاصة بالنشر الإلكتروني.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2021 من قبل شركة Digital News Report، فإن 49٪ من المستخدمين يرون أن الأخبار التي يقرؤونها على الإنترنت غير دقيقة، و 39٪ يرون أنها ملتوية.
بشكل عام، يجب على الناشر والكاتب الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقوانين الخاصة بالنشر الإلكتروني، وتوفير محتوى ذو جودة عالية وموثوقية، وتحقيق الدقة والصحة في المعلومات المنشورة، واحترام خصوصية المستخدمين وحقوق الملكية الفكرية.
المهارات اللازمة التي يحتاجها الناشر والكاتب على حدٍّ سواء
يتطلب النشر الإلكتروني مجموعة متنوعة من المهارات التي يجب على الناشر والكاتب امتلاكها، ومن بين هذه المهارات ما يلي:
مهارات الكتابة
- القدرة على الكتابة بلغة سلسة ومنظمة.
- القدرة على التعبير بوضوح ودقة.
- القدرة على تنظيم المعلومات وتقديمها بشكل منظم.
- القدرة على استخدام الأسلوب الصحيح للجمهور المستهدف.
بشكل عام، يجب على الكاتب أن يتحلى بمهارات الكتابة المتميزة لكتابة مقالات ذات جودة عالية ومقنعة، مثلما يفعل الكاتب الصحفي والمدون الشخصي.
مهارات التحرير
- القدرة على تحرير النصوص وتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية.
- القدرة على تحسين جودة النص وإضافة التعديلات اللازمة لتحسين محتوى النص.
فيجب على الناشر أو المحرر أن يتحلى بمهارات التحرير لتحسين جودة النصوص وضمان صحة اللغة المستخدمة في المقالات.
مهارات التسويق
- القدرة على التسويق الإلكتروني وجذب الجمهور المناسب للموقع أو المنصة الإلكترونية.
- القدرة على تحليل البيانات واستخدامها لتحسين استراتيجيات التسويق.
وعليه، يجب على الناشر أن يتحلى بمهارات التسويق الإلكتروني لجذب الجمهور وتحسين ظهور الموقع أو المنصة الإلكترونية في محركات البحث وتحليل البيانات لتحسين الاستراتيجيات التسويقية.
مهارات التصميم
- القدرة على تصميم صفحات الويب والمنشورات الإلكترونية بشكل جذاب ومنظم.
- القدرة على استخدام أدوات التصميم اللازمة لتحقيق ذلك.
- القدرة على تصميم وسائط مختلفة لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وربطها بالمنصة الأم.
ومن ثم، يجب على الناشر أو المصمم أن يتحلى بمهارات التصميم لتصميم صفحات الويب والمنشورات الإلكترونية بشكل جذاب ومنظم، واستخدام أدوات التصميم المختلفة مثل Photoshop أو Illustrator لتصميم الصور والجرافيك.
مهارات إدارة المشاريع
- القدرة على إدارة المشاريع وتنظيم الأولويات والمواعيد النهائية.
- القدرة على تخطيط المشاريع وتنظيمها بشكل مناسب.
- القدرة على إدارة الوقت والموارد بشكل فعال.
وعليه، يجب على الناشر أن يتحلى بمهارات إدارة المشاريع لتنظيم الأولويات والمواعيد النهائية، وإدارة الوقت والموارد بشكل فعال لإنجاز المشاريع في الوقت المحدد وبدقة عالية.
مهارات الاتصال
- القدرة على التواصل مع الجمهور والعملاء بشكل فعال ومناسب.
- القدرة على التواصل مع الفريق والعمل بشكل متناغم ومنسق.
- القدرة على التواصل بشكل مباشر وفعال لحل المشاكل والاستفسارات.
فعلى الناشر والكاتب التحلي بمهارات الاتصال الجيدة للتواصل مع الجمهور والعملاء بشكل فعال ومناسب، والتواصل مع الفريق والعمل بشكل متناغم ومنسق، وحل المشاكل والاستفسارات بشكل سريع وفعال.
من المهم الاشارة إلى أن هذه المهارات ليست شاملة بالكامل، وقد يتطلب النشر الإلكتروني مهارات إضافية تختلف من منصة إلى أخرى ومن مجال إلى آخر.
هل يجب على الناشر الإلمام بهذه المهارات كلها أم ممكن يستعين بالآخرين؟
لا يجب على الناشر الإلمام بجميع هذه المهارات بشكل كامل، فبعضها يمكن أن يكون خارج مجال اهتمامه أو خبرته. يمكن للناشر الاستعانة بأشخاص آخرين لتقديم المساعدة في المهارات التي يفتقر إليها، مثل تصميم الغلاف أو تحرير النصوص. يجب على الناشر البحث عن المهارات المناسبة لتلبية احتياجات النشر الإلكتروني الحديثة والتعاقد مع المتخصصين الذين يمتلكون هذه المهارات في حال عدم توفرها داخل فريق العمل. وأيضا عليه أن يستمر في تعلم بعض المهارات الأأساسية والجديدة.
متى يتعرض الناشر أو الكاتب للمساءلة القانونية؟
يمكن أن يتعرض الناشر أو الكاتب للمساءلة القانونية في حالة انتهاكهما لحقوق الطبع والنشر، أو نشر محتوى مسيء أو غير دقيق أو مضلل. ويُعتبر هذا الأمر مخالفًا للقوانين والتشريعات المعمول بها في كل بلد على حدة.
ومن الأمثلة الواقعية التي حصلت في الغرب، فقد واجهت شركة جوجل مساءلة قانونية في العديد من الدول، بسبب عرضها لبعض المحتويات المخالفة للقوانين، بما في ذلك محتويات إباحية ومحتويات تحرض على العنف والكراهية. وفيما يلي أمثلة متعددة لمن تعرض للمساءلة القانونية حول العالم:
- في الولايات المتحدة الأمريكية، واجهت شركة “نيويورك تايمز” مساءلة قانونية عام 2020، بسبب نشرها مقالٍ يتضمن تشهيرًا بالمدعي العام في ولاية ألاسكا. وحسب موقع “سي إن إن”، فقد اعتبرت المحكمة أن الشركة قد انتهكت حق الخصوصية للمدعي العام، وأمرت بدفع تعويض بقيمة 150 ألف دولار.
- في الهند، تم توجيه تهمة الكذب إلى رئيس تحرير صحيفة “The Wire” عندما نشرت الصحيفة تقريرًا يفترض أنه يثبت تورط رئيس وزراء ولاية أوتار براديش في قضية فساد.
- في الفلبين، أصدرت المحكمة في عام 2020 حكمًا بالسجن لمدة 6 أعوام للصحفية “Maria Ressa”، المؤسسة المشاركة لموقع “Rappler” الإخباري المعارض، بتهمة التشهير الإلكتروني. وكانت ريسا قد نشرت تقارير عن الفساد في حكومة الرئيس رودريغو دوتيرتي.
- في جنوب إفريقيا، تعرضت جريدة “Sunday Times” للانتقادات اللاذعة بعد نشرها لتقرير كاذب عن مقرب من الرئيس السابق جاكوب زوما. وقد قاد هذا التقرير إلى استقالة وزير الخارجية السابق مع تداعيات أخرى على المستوى السياسي والاجتماعي في البلاد.
- في كينيا، حكمت محكمة في عام 2019 بغرامة مالية قدرها 10 ملايين شيلنج كيني (حوالي 92,000 دولار) على صحيفة “Daily Nation” بسبب نشرها لتقرير يفترض أنه كان مزيفًا عن سوء الإدارة في وزارة الداخلية. والأمثلة كثيرة.
قُرّاء منصات النشر الرقمية، طبيعتهم وخصائصهم
تتنوع طبيعة قراء منصات النشر الرقمية وخصائصهم وفقًا لنوع المنصة والمحتوى المتاح عليها. ومع ذلك، يمكن تحديد بعض الخصائص العامة لهؤلاء القراء. وفيما يلي بعض النقاط التي توضح طبيعة قراء منصات النشر الرقمية:
- يمتلكون اهتمامات متنوعة: يتفاوت اهتمامات قراء منصات النشر الرقمية بشكل كبير، ويمكن أن تتراوح من السياسة إلى الثقافة والفنون والعلوم والتكنولوجيا والرياضة وغيرها.
- يفضلون القراءة السريعة والمختصرة: يفضل الكثير من قراء منصات النشر الرقمية الحصول على المعلومات بشكل سريع ومختصر، وقد تكون القراءة العميقة والمفصلة غير مرغوبة بالنسبة لهم.
- يتبعون نمط عدم الالتزام: يميل بعض القراء إلى تصفح المحتوى بشكل سريع دون الالتزام بالتفاصيل، وهذا يعود جزئيا إلى طبيعة الوسائط الرقمية التي تسمح بالتحرك بسهولة بين المحتويات.
- يعتمدون على الصور والفيديو أكثر: يميل بعض القراء إلى التركيز على الصور والفيديو أكثر من النصوص، ويعتمدون بشكل كبير على المحتوى المرئي في استيعاب المعلومات.
- يتمتعون بمرونة في استخدام التقنية: يعتبر الكثير من قراء منصات النشر الرقمية مستخدمين نشطين للتكنولوجيا، ويمتلكون المرونة في استخدام الأجهزة الذكية والتطبيقات والبرامج المختلفة.
- يميلون إلى المشاركة والتفاعل: يفضل بعض القراء الإطلاع على آراء وتعليقات الآخرين والمشاركة في الحوارات والمناقشات المثيرة على منصات النشر الرقمية.
أمثلة متنوعة على منصات النشر الرقمية
هناك العديد من الأمثلة على منصات النشر الرقمية حول العالم، يمكن ذكر بعض منها على النحو التالي:
- JSTOR: موقع يوفر وصولاً حراً إلى آلاف المقالات العلمية والأبحاث في مختلف المجالات. يتميز الموقع بجودة المحتوى المتاح ودقة المعلومات المتاحة به، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المعلومات المطلوبة.
- arXiv: موقع يهدف إلى نشر الأبحاث العلمية والدراسات بشكل حر ومجاني، ويغطي الموقع مختلف المجالات العلمية بما في ذلك الفيزياء والرياضيات وعلوم الكمبيوتر والإحصاء. يتميز الموقع بسهولة الوصول إلى المحتوى وتنوع المجالات التي يغطيها.
- PLOS ONE: موقع ينشر الأبحاث العلمية المفتوحة المصدر في مختلف المجالات العلمية بما في ذلك الطب والعلوم الزراعية وعلوم الكمبيوتر والبيولوجيا. يتميز الموقع بجودة المحتوى المتاح وتنوع المجالات التي يغطيها، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المحتوى المتاح.
- موقع Coursera: منصة تعليمية تقدم دورات تعليمية عبر الإنترنت في مختلف المجالات واللغات، وهي متاحة للجمهور المهتم بتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات.
- موقع TED: منصة تقدم محاضرات وعروضًا تقديمية في مختلف المجالات من قبل خبراء وأشخاص مؤثرين في مجالاتهم. وتعرض المحاضرات بلغات مختلفة بما في ذلك العربية.
- موقع Medium: منصة تنشر مقالات ومدونات في مختلف المجالات وتتيح للمستخدمين إنشاء مدوناتهم الخاصة. وتميزت هذه المنصة بتقديم محتوى متنوع ومفيد وبأسلوب سلس وسهل الفهم. كما تميزت بتقديم أدوات للمستخدمين لنشر محتواهم وزيادة نسبة قراءتهم والتفاعل معهم.
- موقع Goodreads: منصة تعنى بالكتب والقراءة، حيث يمكن للمستخدمين تقييم الكتب ومشاركة آرائهم فيها ومناقشتها مع المجتمع.
- قراءات إفريقية: هي مجلة ثقافية فصلية محكمة متخصصة فى شؤون القارة الإفريقية تسهم فى بناء الفكر والوعى، تنشر ورقيا وعلى موقع قراءات إفريقية أيضا. يعتبر موقع قراءات إفريقية من أقدم المنصات الرقمية التي تهتم بإفريقيا جنوب الصحراء، وتنشر باللغات الثلاثة، العربية والإنجليزية والفرنسية.
جميع هذه المواقع تعتمد على نموذج الوصول المفتوح، ويمكن الوصول إليها بشكل حر ومجاني. وتعتمد نقاط قوتها على جودة المحتوى المتاح وتنوع المجالات التي تغطيها، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المحتوى المجاني
هل منصات النشر الرقمية مجرد وسيلة للنشر؟
إنّ منصات النشر الرقمية ليست مجرد وسيلة للنشر، بل تعزز الابتكار وتغير قواعد اللعبة في العديد من المجالات. وفقًا لتقرير منظمة اليونسكو، فإن نسبة استخدام الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد وصلت إلى 54٪ في عام 2020، ويستخدم الأشخاص المنصات الرقمية للحصول على المعرفة والتعليم والترفيه والتواصل والعمل والتسوق.
وبالنسبة للأمثلة الحية، يمكن النظر إلى منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات، التي تستخدمها الشركات والمؤسسات والأفراد للتواصل مع الجمهور وتسويق منتجاتهم وخدماتهم وتحويل المتابعين إلى عملاء. ومن الأمثلة الأخرى على منصات النشر الرقمية التي تعزز الابتكار وتغير قواعد اللعبة، يمكن ذكر منصات التعليم عبر الإنترنت مثل Udemy وCoursera و Edraak، والتي تتيح للمستخدمين الوصول إلى محتوى تعليمي عالي الجودة والحصول على شهادات معتمدة من منظمات دولية.
وفي إفريقيا، تسهم منصات النشر الرقمية في دعم الاقتصاد المتنامي في المنطقة، فمنصات التجارة الإلكترونية مثل Jumia وSouq و Kilimall وJiji تمكّن المستخدمين من التسوق عبر الإنترنت والحصول على منتجات وخدمات بأسعار معقولة، وهذا يعد تطورًا هائلاً بالنسبة للمستخدمين الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن المراكز الحضرية.
كيف يمكن لمنصات النشر الرقمية أن تشكل فرصا للعديد من المبدعين والمبتكرين، وخاصة في الدول النامية؟
تشكل منصات النشر الرقمية فرصة كبيرة للعديد من المبدعين والمبتكرين حول العالم، خاصة في الدول النامية، حيث توفر هذه المنصات وسيلة لنشر أعمالهم والوصول إلى جمهور واسع.
في السياق الإفريقي، تشير الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في القارة يتزايد بشكل سريع، حيث بلغ عدد المستخدمين في إفريقيا حوالي 525 مليون مستخدم في عام 2021، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بنسبة 25% خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما توفر بعض منصات النشر الرقمية الشهيرة فرصا كبيرة للمبدعين والمبتكرين في الدول النامية، مثل منصة “إنستغرام” التي تسمح للفنانين والمصورين والكتاب والمؤثرين بنشر أعمالهم والوصول إلى جمهور عالمي. وفي نيجيريا، أحد الدول النامية، تم إطلاق منصة “Paystack” لتسهيل الدفع الإلكتروني والتي ساهمت في تحسين قدرة المشاريع الناشئة والمبتكرين على النجاح.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن منصات النشر الرقمية يمكن أن تساعد في تعزيز الابتكار في الدول النامية، حيث تسهل هذه المنصات التواصل والتعاون بين المبتكرين والمستثمرين والمجتمع الدولي، وتمكّنهم من التبادل المعرفي والتعلّم من بعضهم البعض. وبالتالي، يمكن القول إن منصات النشر الرقمية تشكل فرصة كبيرة للمبدعين والمبتكرين في الدول النامية لنشر أعمالهم والوصول إلى جمهور واسع، وتحسين قدرتهم على النج
الخاتمة
عند الحديث عن مفهوم النشر الإلكتروني، يمكن الإشارة إلى أنه يعد تطورا حديثا في عالم النشر، إذْ يوفر العديد من المزايا الفريدة للناشرين والقراء. فالنشر الإلكتروني يتيح للناشرين الوصول إلى جمهور أوسع، ويقلل التكاليف الإنتاجية، كما يوفر للقراء وسائل تفاعلية للاطلاع على المحتوى بسهولة وسرعة.
أما عن معايير النشر الإلكتروني وأخلاقياته، فتتمثل في احترام حقوق النشر والابتعاد عن النشر غير القانوني، بالإضافة إلى توفير محتوى ذي جودة عالية وموثوقية. وعند الحديث عن المسؤولية القانونية للناشر والكاتب، يجب عليهما الالتزام بالقوانين المحلية والدولية المتعلقة بالحقوق الفكرية والنشر، وتحمل المسؤولية عن أي مخالفة قانونية قد ترتكب على منصات النشر الرقمية.
وبالنسبة للمهارات التي يحتاجها الناشر والكاتب للنجاح في عالم النشر الرقمي، فمن المهم التركيز على المهارات الأساسية مثل الكتابة والتحرير والتسويق، بالإضافة إلى تطوير مهارات الاتصال وإدارة المشاريع. كما ينبغي تحديث المعرفة بشكل مستمر لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.
أما بخصوص القراء على منصات النشر الرقمية، فعلينا مراعاة طبيعتهم وخصائصهم وتوفير تجربة مستخدم فريدة لهم من خلال توفير وتعزيز العمل الإبداعي والابتكاري. فعلى سبيل المثال، يمكن للمنصات الرقمية مثل Wattpad و Medium وأفريكا تريندز، التي تقرأ هذا المقال من خلاها، أن توفر فرصًا للكتاب المبتدئين للتعرض للجمهور العريض، وذلك بدون الحاجة إلى اتخاذ خطوات معقدة للنشر. بالإضافة إلى ذلك، تقدم منصات النشر الرقمية أدوات تحرير وتصميم مجانية وأحيانا مدفوعة للناشرين والكتاب، مما يسهل عليهم إنشاء محتوى ذو جودة عالية وجذاب للجمهور.
_____________________________________
مصادر استفيد منها:
We Are Social & Hootsuite. (2021). Digital 2021: Global Overview Report. Retrieved from https://datareportal.com/reports/digital-2021-global-overview-report
Foley, M. (2020, January 24). How social media is changing the world of book publishing. CNBC. Retrieved from https://www.cnbc.com/2020/01/24/how-social-media-is-changing-the-world-of-book-publishing.html
DataReportal. (2021). The State of Social Media in Africa 2021. Retrieved from https://datareportal.com/reports/digital-2021-africa
Hootsuite. (2021). The State of Social Media 2021. Retrieved from https://hootsuite.com/resources/social-media-trends
Brubaker, R. (2017, February 28). 10 ways social media is transforming the world of non-profits. The Guardian. Retrieved from https://www.theguardian.com/voluntary-sector-network/2017/feb/28/10-ways-social-media-is-transforming-the-world-of-non-profits
Waters, J. (2019, September 17). The Power of Social Media for Nonprofits. The Balance Small Business. Retrieved from https://www.thebalancesmb.com/the-power-of-social-media-for-nonprofits-2502299
Miller-Cole, B. (2019, January 24). The Power of Social Media for Small Businesses. Forbes. Retrieved from https://www.forbes.com/sites/biancamillercole/2019/01/24/the-power-of-social-media-for-small-businesses/?sh=32e9cf207ac9